- الأطباء والتمريض يبذلون قصارى جهدهم بكل حب وحماس
حالة مشددة من الالتزام، وقائمة طويلة من الإجراءات والتدابير المُعدّة بعناية لإدارة الأزمة، تنشط وزارة الصحة وقطاعاتها المُختلفة فى تطبيقها ومراقبة المُكلفين بها، فى إطار خطة الدولة الشاملة لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، التى تحضر الجامعات المصرية ومستشفياتها بقوة فى القلب من برامجها التنفيذية.
تستعين وزارة الصحة بطواقم طبية من الجامعات ضمن فرق مستشفيات العزل، ومع تطور الأزمة بدأت التنسيق مع إدارات كل الجامعات المصرية لتخصيص جانب من المدن الجامعية كمقرات عزل للإصابات البسيطة وحالات الاشتباه. جامعة عين شمس كانت فى مقدمة المؤسسات التى نسقت معها الوزارة، وبالفعل اتخذت الجامعة ومستشفياتها إجراءات عديدة فى إطار رؤية الوزارة، وعلى صعيد إدارة الموقف داخليا، وتطور الإجراءات المتخذة التقينا الدكتور أيمن صالح، مدير مستشفيات جامعة عين شمس، وكان لنا معه هذا الحوار..
بدأت مدن جامعية عديدة الاستعداد لاستقبال حالات كورونا.. ماذا عن عين شمس؟
فى البداية أود أن أشكر الفرق الطبية التى ترعى المرضى فى أنحاء مصر فى ظل تلك الظروف الصعبة، وجهود الدولة القوية لمواجهة الوباء الذى يهدد العالم أجمع، وأتوجه بعظيم التحية والتقدير للفريق الطبى فى مستشفيات جامعة عين شمس، فهم جميعا يؤدون عملهم بكل تفانٍ وجدية.
وعلى صعيد الاستعدادات، فإننا على اتصال دائم بوزارة الصحة، وانتهينا من تجهيز المدن الجامعية التى تبدأ استقبال حالات الاشتباه خلال الأيام المقبلة، وقد بذل الأطباء والتمريض قصارى جهدهم بكل حب وحماس، وكلنا نقف خلفهم بدءا من رئيس الجامعة.
إلى جانب شكر الطواقم الطبية.. هل لديكم خطط عملية لمساندة هذا القطاع المهم؟
ندرس مع رئيس الجامعة فكرة إصدار بوليصة تأمين على الحياة، كرسالة امتنان وطمأنة للطواقم الطبية، ربنا يديهم الصحة والعافية طبعا، لكننا نعمل على توفير أعلى معدلات أمان واطمئنان لهم، ونبعث رسالة عرفان ودعم نفسى بأننا نقف وراءهم، وإن شاء الله لا تصل بنا الظروف إلى تلك النقطة ولا نحتاج أية تدابير استثنائية، لكن من موقع المسؤولية فإننا نبحث كل المسارات التى يُمكن أن تخدم الكوادر الطبية، وندرس الفكرة مع شركات تأمين وطنية لإصدار بوليصة لكل العاملين، وأعتقد أن مرحلة الدراسة ستنتهى خلال أيام قليلة، تمهيدا لاعتماد الأمر من رئيس الجامعة وبدء التطبيق فورا.
ماذا عن الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها مستشفيات جامعة عين شمس؟
اعتمدت إجراءات الجامعة على مراحل تطور الأزمة ومستويات انتشار الفيروس. فى البداية كان هناك تنسيق مع وزارة الصحة يقضى بأن تتفرغ مستشفيات الجامعة لعلاج الحالات الطارئة والمزمنة، مع تطورات معدلات الإصابة جرى تخفيض عدد الحالات المزمنة غير الطارئة إلى 25% فقط، وتقليص العيادات والحالات العادية سعيا إلى تقليل مستوى الكثافة والزحام، والحفاظ على جاهزية الفريق الطبى للطوارئ، كما خصصنا مستشفى العبور الجامعى لعزل أية حالات اشتباه من العاملين بالجامعة.
كم تبلغ سعة المدينة الجامعية المخصصة لاستقبال حالات الاشتباه؟
جارٍ تجهيز المدينة الجامعية وإعدادها لاستقبال حالات الاشتباه والمرضى ذوى الأعراض البسيطة، ووقع الاختيار على مدينة البنين لتكون مقرا للعزل، بالتنسيق مع وزارة الصحة والقوات المسلحة، بسعة لا تقل عن 300 فرد، وشملت التجهيزات تهيئة المكان للإعاشة ورفع كفاءة بعض المبانى، وتجهيز الأطقم الطبية المُكلفة برعايتهم. هذه الاستعدادات تمثل المرحلة الثالثة من الإجراءات، أما الرابعة الموضوعة للتعامل مع الأزمة حال تفاقم الأوضاع، فإنها تتمثل فى تجهيز مستشفى ميدانى لاستقبال مزيد من المصابين، وذلك فى أرض فضاء بمساحة 5 آلاف متر مربع.
كيف تتعاملون مع الأنشطة اليومية وتدفقات المرضى على منشآت الجامعة؟
تلتزم مستشفيات الجامعة بكل الإجراءات والتدابير الوقائية المحددة، مع اتخاذ إجراءات أخرى لتقليل الزحام فى المستشفيات، منها إلغاء نوعية من العيادات غير الضرورية، وعمل عيادات فرز لاستقبال كل المرضى المترددين فى مبنى منفصل على الشارع وليس داخل حرم المستشفيات، مع فحصهم واتخاذ الإجراءات اللازمة حال الاشتباه فى أى منهم، وتعمل تلك العيادات يوميا حتى السابعة مساء، أما عيادة الطوارئ فتستقبل المرضى بعد السابعة لكنها تتولى إجراءات فرز المترددين، كما أعددنا رعاية مركزة للحالات المشكوك فى إصابتها بالفيروس، لأخذ مسحات التحليل وتوفير الخدمة العلاجية لحين إعلان النتائج، ليجرى بعدها تحويل الحالات الإيجابية إلى مستشفى العزل فى العبور.